اعتمد عليه، حتى خش في الفراش، وصاح عدو الله، فثاب إليه ناس ممن هم على قوله، فأدخلوه منزله، وقبروه.
[١١ - غزوة بني قينقاع]
ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قينقاع يوم السبت للنصف من شوَّال على رأس عشرين شهرا من مهاجره، وكانوا قوما من يهود حلفاء العبد الله بن أبي بن سلول، وكانوا أشجع يهود، وكانوا صاغة، فوادعوا النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كانت وقعة بدر أظهروا البغي والحسد، ونبذوا العهد والمرة، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه:{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أخاف بني قينقاع، فسار إليهم بهذه الآية، وكان الذي حمل لواءه يومئذ حمزة بن عبد المطلب، وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض، ولم يكن الرايات يومئذ، واستخلف على "المدينة" لبابة بن عبد المنذر العمري، ثم سار إليهم، فحاصرَهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة، فكانوا أول من غدر من اليهود، وحاربوا، وتحصنوا في حصنهم، فحاصرهم أشدَّ الحصار، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أموالهم، وأن لهم النساء والذرية، فأمر بهم، فكتفوا، واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتافهم المنذر بن قدامة السلمي من بني السلم رهط سعد بن خيثمة.
[١٢ - غزوة السويق]
ثم غزوة النبي صلى الله عليه وسلم التي تدعى غزوة السويق، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحد لخمس خلون من ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا من مهاجره، واستخلف على "المدينة" أبا لبابة بن