ولد الشيخ عبد الحق الدهلوي في عهد الملك سليم شاه السوري، وتوفي في سنة تولي شاه جهان عرش المملكة، وخلال هذه الفترة، تبوأ عرش "دهلي" الملوك التالية أسماؤهم:
قضى حياة الرشد في عهود الملوك الثلاثة الأخيرين، وكان قد درس أوضاعها دراسة عميقة، لكنه لم يحب قط أن يتصل بالسلاطين والأمراء.
عاش حياته كلّها في زهد وقناعة، وكان لانزوائه هذا أسباب عديدة:
السبب الأول: أن علماء السوء أهانوا علم الدين في بلاط أكبر إهانة كبيرة، فكره علماء الحق هذا الوضع كراهية شديدة، ورأوا صلاح العلم والدين في الانعزال عن البلاط.
السبب الثاني: أن الشيخ المحدّث كان يرى أن التردّد إلى البلاط الملكي يخلّ بالشؤون العلمية، فلا يتساير النشاط العلمي، وحضور البلاط في رفق.
السبب الثالث: أن نفسه الأبية كانت تنكر المبالغات الشعرية، والتملّق بالمدح والثناء، كتب في رسالة إلى الشيخ فريد: من الصعب جدا الثبات على جادة التوسّط والاعتدال، والاستقامة على الحق، والواقع في حفظ مراسم المدح والتعظيم، وبيان الشوق والمحبة، فإن لم يبالغ في المدح والثناء خرج عن العرف والعادة، وإن بالغ أضرّ بدينه وإيمانه، يا ليت هذه المراسم لم توجد في العالم.