وَبِالْجُمْلَةِ: كَانَ مِمَّن تعقد عَلَيْهِ الخناصر إذا تفقد أهل الْفَضَائِل والمآثر، إلا أنه كَانَ متكبرا، معجبا بِمَا حواه، تَابعا لكل مَا استهواه، وَكَانَ أكثر مباحثاته خَالِيَة عَن الإنصاف، مستبدا على المكابرة والاعتساف، عَفا الله تَعَالَى عَن سيآته، وضاعف حَسَنَاته.
وَقد كتب رَحمَه الله حَوَاش على كتاب "الإصلاح"، و"الإيضاح" للْمولى المرحوم كَمَال باشا زَاده، وَلم تتمّ، وحاشية على "حَاشِيَة التَّجْرِيد" للشريف الْجِرْجَانِيّ، وَلم تتمّ أيضا، وهما موضوعان بِخَطِّهِ فِي الْكتب الْمَوْقُوفَة بخزانة الْمدَارِس السليمانية، وَكتب رِسَالَة تتَعَلَّق بِالْوَقْفِ، استحسنها فضلاء عصره غَايَة الِاسْتِحْسَان، وَقد عثرت على كَلِمَات، كتبهَا فِي هَامِش نُسْخَة من "كتاب الجامي" فِي بحث الْعدَد الَّذِي مرّ ذْكره فِي تَرْجَمَة الْمولى مصلح الدّين الشهير بمعمار زَاده، وَهِي هَذِه: حلّ هَذَا الْمقَام عِنْدِي هُوَ أنه كره الْعَرَب أن يَلِي التَّمْيِيز الْمَجْمُوع بالألف وَالتَّاء ثَلَاثًا وأخواته حِين مَا قصد التَّعْبِير عَن عقود المائة بعد مَا تعود مَجِيء تِلْكَ الْعُقُود من مَرَاتِب الأعداد بعد مَا هُوَ فِي صُورَة الْمَجْمُوع بِالْوَاو وَالنُّون، كرهوا التَّعْبِير عَن عقود المائة بالتمييز الْمَجْمُوع بالألف وَالتَّاء للمباينة بَين الجمعين، فَلَا يرد عَلَيْهِ النَّقْض بِثَلَاثَة آلَاف، لأنها جمع مُشْتَرك بَين الْمُذكَّر والمؤنَّث، بِخِلَاف ذَيْنك الجمعين، هَذَا مَا تيَسّر فِي الْمقَام والسوق للمرام. انْتهى كَلَامه.
* * *
٤٤٢٨ - الشيخ الفاضل محمد بن خزيمة أبو عبد الله القلّاس*