"أدرنه"، ثمَّ "قسطنطينية" المحمية، ثمَّ عزل، وَعين لَهُ كلْ يَوْمِ مائَة دِرْهَم، وحسبت مُدَّة قَضَائِهِ فبلغت عشْرين سنة.
ثمَّ أعطى لَهُ دَار الحَدِيث، الَّتِي بناها السُّلْطَان سُلَيْمَان بـ "قسطنطينية"، وَزيد فِي وظيفته ثَلَاثُونَ، فدام علي المدارسة والمذاكرة، حَتَّى توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة.
ويحكى أنه قصد أن يتوضأ لصَلَاة الصُّبْح، فَبينا هُوَ فِي أثنائه إذ أتاه ذَلِك الأمر الْعَظِيم، وألم بِهِ الخْطب الجسيم، وَكَانَ رَحمَه الله مَعْرُوفا بِالْعلمِ وَالصَّلَاح، يرى عَلَيْهِ آثَار الْفَوْز والفلاج، متقشفا فِي اللبَاس، متخشعا فِي مُعَاملَة النَّاس، وَكَانَ مهيب المنظر، ولطيف الْمخبر، حسن المناظرة، طيب المعاشرة، وَكَانَ رَحمَه الله لذيذ الصُّحْبَة، حسن النادرة.
وَمن كَلَامه رَحمَه الله: مثلنَا مَعَ حواشينا مثل الشمع الموقد بَين أظهر قوم، فأنهم مستضيئون بِهِ، ومنتفعون بنوره، والشمع منتقص فِي كل وَقت، وفان ومتداع إلى الخزي والخسران، وَلَا يخفى أن كَلَامه هَذَا أشبه قَول الإمام الْغَزالِيّ: فقهاؤنا كذبالة النبراس، هِىَ فِي الْحَرِيق، وضوؤها للنَّاس، وَقد أناف عمره على تسعين، بعثة الله فِي زمرة الصَّالحِين.
* * *
٥٤٣٧ - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين، الإمام بِمَدِينَة "بروسه" *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" فِى كتابه، وقال: وصل إلى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الْمولى إياس، وَتزَوَّج بنته، وتربى عِنْده، وَحصل طَريقَة الصُّوفِيَّة.
* راجع: الشقائق النعمانية ١: ٢٥٧.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute