للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٣٣ - الشيخ الفاضل العارف بالله تعالى الشيخ تاج الدين إبراهيم بن بخشى فقيه*.

كان - رحمه الله تعالى - من ولاية "منوغاذ"، وكان من جملة الطلبة المشتغلين بالعلوم الظاهرة عند الشيخ بيري خليفة الحميدي المذكور آنفا، ولما زار هو الشيخ عبد اللطيف المقدسي بـ "قونية" ذهب الشيخ تاج الدين معه، ولما رجع هو إلى وطنه، قال له الشيخ عبد اللطيف: خلّ الشيخ تاج الدين عندي، ولما وصل الشيخ عبد اللطيف إلى "بروسه" كان الشيخ تاج الدين في خدمته، واختلى عنده الخلوات، وحصل طريقة التصوّف، حتى بلغ رتبة الإرشاد، ولما مات الشيخ عبد اللطيف المقدسي بـ"بروسها" أقام مقامه لإرشاد الطالبين، فاهتمّ في إرشادهم غاية الاهتمام، واجتمع عليه كثير من الطلّاب، ووصل كلّ منهم إلى متمناه.

وحكي عن بعض خدّامه أنه قال: قسمت الليلة للطالبين المجتمعين عنده مائة وعشرين قصعة من الطعام، وحكي عن بعض أصحابه أنه قال: فقدنا الشيخ مدّة، فاجتهدنا في طلبه، فوجدناه على جبل مدينة "بروسا"، مشتغلا بالرياضة، وذلك الموضع الآن مصطاف أهل زاويته، وقد بنى رجل يدعى بخواجه رستم هناك حجرات للطالبين بن الصوفية، وأما زاوية الشيخ عبد اللطيف ومسجده في مدينة "بروسه"، فإنما هما لرجل من تجّار العجم من أحباء الشيخ عبد اللطيف، يدعى بخواجه بخشايش.

مات - قدّس سرّه - في شهر صفر سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، ودفن عند شيخه عبد اللطيف تحت قبّة مبنية عند زاويته بالمدينة المزبورة. وقال المؤرّخ في تاريخ وفاته انتقل الشيخ، وتاريخه - قدّسك الله بسرّ رفيع.

* * *


* راجع: الشقائق النعمانية ص ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>