٤١ - الشيخ العلامة أبو الفضل محمد بن العلامة الورع الزاهد أبي عبد الله محمد بن العلامة الزاهد المنقطع إلى الله أبي القَسْم بن محمد بن عبد الصمد بن حسن بن عبد المحسن المشَدّالي -نسبة لقبيلة من زواوة- الزواوي البجائي المغربي المالكي، قرأ عليه في الأصول وقال عنه "سألته عن مسألة في أواخر الأصول فأجابني عنها بأجوبة من لو طالع عليها ثلاثة أشهر لم يجب فيها بمثله".
[وفاته]
عاد من مجاورته بعد الحج في رمضان سنة ستين وهو متوعك، فَسُرّ المسلمون بقدومه، وعكف عليه من شاء الله من طلبته وغيرهم أيامًا من الأسبوع إلى أن مات في يوم الجمعة سابع رمضان سنة إحدى وستين وثمانمائة (٨٦١ هـ)، وصلي عليه بعد العصر في مشهد حافل شهده السلطان فمن دونه، وقدم للصلاة عليه قاضي مذهبه ابن الديري، وكان الشيخ يجله، كما أنه كان يجل الشيخ، وينقل عنه في تصانيفه كـ "شرح الهداية"، ويروي عنه في حياته، ويفتخر بانتسابه إليه، ودفن بـ "القرافة" في تربة ابن عطاء الله، ولم يخلف بعده في مجموعه مثله في الجمع بين علمي المنقول والمعقول، والدين والورع والعفة والوقار في سائر الدول.
رحمه الله ورضي عنه ونفعنا ببركاته وعلومه. آمين.
للكمال بن الهمام شعر أعلى قليلًا من شعر الفقهاء، منه قوله في قصيدة يحض على مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
إذا ما كنت تهوى خفض عيش … وأن ترقى المدارج للكمال
فدع ذكرَ الحميا والمحيا … وآثار التواصل والمطال
وأن تهدى بزهر وسط روض … وأخبار المهاة أو الغزال
وكن حبسًا على مدح المفدى … رسول الله عين ذوي المعالي