رحلي إلى "روكي"، وولّيت بعض الخدمات هناك، وطال غيبتي عن الوطن، بينما كان حضرة الشيخ في بيته، فأرسلت إليه من يبلغ عني رغبتي في لقائه، وأنه لا يمنعني من زيارته، إلا شغلي الشاغل، فاستعدّ لزيارتي، وقطع مسافة منزلتين، راجلا على قدميه، وعرفني بقدومه الميمون، ولم تطلع نفسه لركوب المراكب ما دام قويا جلدا.
[مغامراته أيام الغدر]
اندلعت في "الهند" في تلك الأيام ثورة ضدّ الحكم الاستعماري الإنكليزي في البلاد، سمّيت بأيام الغدر، ونقض العهد، فعدت إلى الوطن، وقدم حضرة الشيخ بصحبة جماعة، منهم: محافظ البلدة بلدة "نانوته" بعد رمضان إلى "سهارنفور" ليستقبلني بها، والسير في تلك الأيام غير مزود بالعدة والعتاد، أصبح من الصعوبة بمكان، فاستصحبوني إلى الوطن، إذ حدثت حوادث عدّة قام بإذكاء نارها أهل الشغب والفتنة، فأبلى فيها حضرة الشيخ بلاء حسنا.
[إصابته للهدف بالبندقية]
وحينئذ طالما كان جماعة من إخواننا وأترابنا يتعلّمون الرماية وتسديد البندقية، فرجع حضرة الشيخ ذات مرة من المسجد، ووجدنا نتعلّم الرمي، ونستهدف ورقة من أوراق النيم، محاطة بخطّ مدوّر، ونحن نصوب من مكان قريب منه، واتخذنا قذائف من طين، فقال حضرة الشيخ: أروني كيف تسدّدون البندقية، فأطلق البعض إطلاقة، ووصف له على وجه، فما نشب حضرة الشيخ أن تناول البندقية، وسدّدها، وركز على الهدف، فأصابه، بينما طال عجز سائر زملائه الرماة المرسين عن إصابة الهدف، ولم يكن إصابة حضرة الشيخ لهذا الهدف المحدّد صدفة، وإنما تأتّى ذلك عن تفطّنه للتسديد، وأخذه نفسه بحالة من الوقفة، تلاشت معه وجوه الخطاء، وطالما