للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و"بلوجستان"، وأقبل الناس إليه من البلاد البعيدة، واستقام على الطريقة مدّة طويلة.

وكان صاحب جذبة إلهية، ونسبة قوية، تروى له كشوف وكرامات.

كانت وفاته ليلة الجمعة لليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه جمع كبير، ودفن في زاوية جدّه.

* * *

٢٥١٥ - الشيخ الفاضل عبد الله بن عمر، ابن أبي جَرادة، قاضي القضاة جمال الدين الحلبيّ، الشهير بابن العَديم، قاضي "حَماة" *


= وقالوا: إن طرق الوصول إلى الله سبحانه ثلاث، الذكر والمراقبة والرابطة بالشيخ، الذي سلوكه بطريقة الجذبة، أما الذكر فمنه النفي والإثبات بحبس النفس، وهو المأثور من متقدّميهم، ومنه الإثبات المجرّد، كأنه لم يكن عند المتقدّمين، وإنما استخرجه الشيخ عبد الباقي أو ممن يقرب منه في الزمان، وأما المراقبة وهي التوجّه بمجامع الإدراك إلى المعنى المجرد البسيط، الذي يتصوّره كلّ أحد عند إطلاق اسم الله تعالى، ولكن قلّ من يجرّده عن اللفظ، فينبغي للمراقب أن يجرّد هذا المعنى عن الألفاظ، ويتوجّه إليه من غير مزاحمة الخطرات، والتوجّه إلى الغير، وأما الرابطة بالشيخ إذا صحبه خلي نفسه عن كلّ شيء إلا محبته، وينتظر لما تفيض منه، فإذا أفاض شيء فليتبعه بمجامع قلبه، وإذا غاب عنه الشيخ يتخيّل صورته بين عينيه بوصف المحبّة والتعظيم، فتفيد صورته ما تفيد صحبته. انظر: الثقافة الإسلامية في الهند ص ١٨٢.
* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة ٤: ١٧٨. وترجمته في العقد الثمين ٥: ٢٢٢. وفيه: "عبد الله بن عمرو".

<<  <  ج: ص:  >  >>