تلك المناطق اجتماعا يماثله، ودفن بعد صلاة المغرب، وأحيل التراب على خزينة الخير هذا.
تلقى الناس وفاته بحزن بالغ لم يسبق له مثيل، وأخذ منهم الأسى كل مأخذ إلا أنهم لم يقوموا بلطم الوجوه والولولة وشق الجيوب وضرب الخدود، إذ لم يكن لأحد منهم أن يتعدى حدود الله تعالى بما سعدوا من صحبة حضرة الشيخ، غير أنا لم نسمع حزنا عم الناس مثله، أعلى الله درجاته في الجنة وأسكنه بجوار رحمته.
كنت أرسلت إلى الشيخ رشيد أحمد يوم الثلاثاء، فقدم قبل أن ينتصف نهار يوم الأربعاء، ثم عاد إلى "سهارن فور" يوم الجمعة، وحل مأساة تفوق التصور، غير أنه جلد صبور على المصائب، فاحتسب، والتزم الصمت، وأثر من الصلاة، وقد كان يعاني في مرض من ذي قبل، فانقلب أسوأ حالا لأجل هذه المأساة.
[وفاة الشيخ أحمد علي]
وبلغ "سها ر ن فور"، فإذا بالشيخ أحمد علي قد حان أجله، وجاد بنفسه يوم السبت، فحلت به مصيبة تتلوها مصيبة، وبلاء يعقبه بلاء، غير أن وفاة حضرة الشيخ خففت من وطأة هذه المأساة الأخيرة، وإلا كانت كارثة أيّ كارثة، لا يعلم مداها إلا الله تعالى.
[أبناؤه وأنجاله]
وأعقب حضرة الشيخ ابنين، أحدهما أحمد البالغ من عمره ثمانية عشر عاما شاب متزوّج مكب على الدراسة، ذو ذهن متوقّد وقريحة ماضية، رزان وقور، جعله الله تعالى يقفو أباه، وحباه من السمعة الطيبة والعز الرفيع، ما أناله أباه، وأعم به الصلاح والتقوى والعلم والفضل.