للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٧٨ - الشيخ العالم الصالح حميد الدين الصوفي المنكلكوتي، أحد المشايخ النقشبندية (١) *.

ولد، ونشأ بـ "منكل كوت" من أرض "بنغاله".

ثم سافر للعلم إلى "لاهور"، فقرأ بها على عصابة العلوم الفاضلة، ولما برع في كثير من العلوم والفنون أراد أن يرجع إلى بلدته، فلمّا دخل "أكبر أباد"، وأقام عند مولانا عبد الرحمن الكابلي مفتي المعسكر أدرك بها الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددّية، فلازمه، وأخذه عنه الطريقة، واشتغل بأذكار الطريقة النقشبندية وأشغالها مدّة من الزمان، ثم رجع إلى بلدته، وتصدّر للإرشاد والتلقين، انتفع به الناس، وأخذوا عنه.


(١) أما الطريقة النقشبندية فهي للشيخ بهاء الدين محمد نقشبند البخاري، مدارها على تصحيح العقائد ودوام العبودية، ودوام الحضور مع الحقّ سبحانه. وقالوا: إن طرق الوصول إلى اللَّه سبحانه ثلاث، الذكر والمراقبة والرابطة بالشيخ، الذي سلوكه بطريقة الجذبة، أما الذكر فمنه النفي والإثبات بحبس النفس، وهو المأثور من متقدّميهم، ومنه الإثبات المجرّد، كأنه لم يكن عند المتقدّمين، وإنما استخرجه الشيخ عبد الباقي أو ممن يقرب منه في الزمان، وأما المراقبة وهي التوجّه بمجامع الإدراك إلى المعنى المجرد البسيط، الذي يتصوّره كلّ أحد عند إطلاق اسم اللَّه تعالى، ولكن قلّ من يجرّده عن اللفظ، فينبغي للمراقب أن يجرّد هذا المعنى عن الألفاظ، ويتوجّه إليه من غير مزاحمة الخطرات، والتوجّه إلى الغير، وأما الرابطة بالشيخ إذا صحبه خلي نفسه عن كلّ شيء إلا محبته، وينتظر لما تفيض منه، فإذا أفاض شيء فليتبعه بمجامع قلبه، وإذا غاب عنه الشيخ يتخيّل صورته بين عينيه بوصف المحبّة والتعظيم، فتفيد صورته ما تفيد صحبته.
* راجع: نزهة الخواطر ٥: ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>