للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى جوار ربّه الصمد، ولم يشجر بموته من الحاضرين أحد، ونقل جسده من هذه الرباع المانوسة إلى حظيرة في فناء مسجده الذي بناه في مدينة "بروسه"، ووقع في هذا اتفاق غريب، هو أني كنت أكتب ترجمة المولى محي الدين المشتهر بعرب زاده، وقد انتهيت إلى قولي فيها، وارتحل راية عزّه منكوسة إلى دار الملك "بروسه" إذ جاء واحد من طلبته، وأخبرني بموته، وقال هذه سفينته التي تذهب إلى "بروسه" كان رحمه الله عالما، فاضلا، محقّقا، كاملا، مشاركا في العلوم العقلية، مبرزا في الفنون الشرعية النقلية، له بالفقه ألفة أيّ ألفة، قادر على الإفتاء بغير كلفة.

وكان لين الجانب، مجبولا على اللطف والكرم، مطبوعا على أحسن الشيم، غير أن فيه طمعا زائدا، وحرصا وافرا، سامحه الله أولا وآخرا.

* * *

٦٤٣ - الشيخ الفاضل أحمد بن مُضَر *.

قال في "الجواهر": قال في "الفتاوى" رؤية الله تعالى في المنام، تكلّم فيه المشايخ، فقال أكثر مشايخ "سمرقند": لا يجوز، حتى قيل لأحمد بن مضر: إن الرجل يقول: رأيتُ الله في المنام.

فقال أحمد: إن مثل الإله الذي رآه في المنام كثير ما يراه الناس في السوق كلّ يوم.

وقال أبو منصور الماتريدي: هو شرٌ من عبادة الوَثَن.


* راجع: الطبقات السنية ٢: ١١٠.
وترجمته في الجواهر المضية برقم ٢٥٨، وفيه: "أحمد بن مضى".
في الأصول: "الرجى"، وفي الجواهر: "الرحبى"، ولعل الصواب ما أثبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>