وخرجتْ أشجع وهم أربعمائة، يقودهم مسعود بن رخيلة، وخرجتْ بنو مرة، وهم أربعمائة، يقودهم الحارث بن عوف، وخرج معهم غيرهم.
وقد روى الزهري أن الحارث بن عوف رجع ببني مرة، فلم يشهد الخندق منهم أحد، وكذلك روت بنو مرة، والأول أثبت أنهم قد شهدوا الخندق مع الحارث بن عوف، وهجاه حسَّان بن ثابت، فكان جميع القوم الذين وافوا الخندقَ ممن ذكر من القبائل عشرة آلاف، وهم الأحزاب، وكانوا ثلاثة عساكر، وعناج الأمر إلى أبي سفيان بن حرب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصولهم من "مكة" ندب الناس، وأخبرهم خبرَ عدوّهم، وشاورَهم في أمرهم، فأشارَ عليه سلمان الفارسى بالخندق، فأعجب ذلك المسلمين، وعسكر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سفح سلع، وجعل سلعا خلف ظهره، وكان المسلمون يومئذ ثلاثة آلاف، واستخلفَ على "المدينة" عبد الله بن أم مكتوم، ثم خندق على "المدينة"، وجعل المسلمون يعملون مستعجلين يبادرون قدومَ عدوّهم عليهم، وعملَ رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم بيده لينشط المسلمين.
[٣٠ - غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى قريظة]
ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى قريظة في ذي القعدة سنة خمس من مهاجره، قالوا: لما انصرف المشركون عن الخندق، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل بيت عائشة أتاه جبريل، فوقف عند موضع الجنائز، فقال: عذيرك من محارب، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا، فقال: إن الله يأمرك أن تسير إلى بني قريظة، فإني عامد إليهم، فمزلزل بهم حصونهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضى الله تعالى عنه،