المكّي في (١ - ٩٥): (إن محمد بن شجاع ذكر في تصانيفه نيفا وسبعين ألف حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مما فيها نظيرها من الصحابة)، وهذا أيضًا من أشهر أصحاب الحسن بن زياد، وهو كثير الحديث هذه الدرجة، حتى يقول محمد بن إسحاق النديم عن ابن شجاع هذا:(مبرز على نظرائه من أهل زمانه. وكان فقيها، ورعا، ثباتا على آرائه، وهو الذي فتق فقه أبي حنيفة، واحتجّ له، وأظهر علله، وقوَّاه بالحديث، وحلَّاه في الصدور)، وعدّه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" من بحور العلم.
وقال الحكم:"أنه كثير الحديث كثير التصنيف، ورأيت "كتابه في المناسك" في نيف وستين جزءا كبارا دقاقا). راجع معرفة علوم الحديث له (٢٢٤)، ومن يكون تلامذته بهذا الإكثار من الحديث، كيف يستكثر على شيخهم الذي تخرَّجوا عليه أن يكون حمل عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث.
مؤلَّفات الحسن بن زياد
وله مؤلّفات معروفة، منها: "كتاب المجرّد" لأبي حنيفة، يحتوي على ما رواه عن أبي حنيفة من المسائل وأدلتها، وفي "الجامع الكبير" للإمام محمد بن الحسن الشيباني المطبوع بمعرفة لجنة إحياء المعارف النعمانية في "حيدر آباد" "الدكن". في "الهند" بتحقيق العلامة أبي الوفاء الأفغاني - حفظة الله - تجد نماذج من "كتاب المجرّد" منشورة في هوامشه، احتفاظا بما في الأصل المنقول عنه من النصوص القديمة المدرجة فيه.
ومن "كتاب المجرّد" هذا جرّد محمد بن إبراهيم بن حبيش البغوي أحاديثه التي رواها الحسن بن زياد اللؤلؤي عن أبي حنيفة، حيث كان ابن حبيش سمع "المجرّد" من محمد بن شجاع، الذي كان سمعه من الحسن بن زياد، و"المسند المعروف" باسم الحسن بن زياد يحتوي على أحاديث "كتاب المجرّد" المسموعة من أبي حنيفة، وسنذكر في فصل خاص إن شاء