الرائجة مدّة ستّ وعشرين سنة. وتتلمّذ عليه في هذه المدّة خلق كثير من الطلبة، استفادوا من علومه وعرفانه، ونهلوا من مَعينه العذب النمير. فما من مدينة من مدن "الهند" و"باكستان" إلا وله فيها تلامذة، وأكثرها مشتغلون بالتدريس والخطابة وإفادة العلوم، ويعتبرون من العلماء البارزين في هذه الديار.
[استرشاده بمشايخ الطريقة]
كان حضرة الشيخ منذ ميعة صباه في اشتياق شديد نحو الاستفادة بصحبة أساتذته ومشايخه الكرام، فكان كثيرا ما يحضر مجالس الإمام الداعية المجاهد الكبير شيخ الهند مولانا محمود الحسن قدّس الله تعالى سرّه، ويستفيد من بحار عرفانه. ثم لما اعتقل شيخ الهند رحمه الله تعالى بجزيرة "مالطه" راجع شيخ مشايخ الوقت حكيم الأمة مولانا التهانوي، قدّس الله سرّه، وبعد ما رجع شيخ الهند إلى "ديوبند" بايع على يده بيعة السلوك في سنة ١٣٣٩ من الهجرة، ولم يزل يلازم صحبته، حتى توفّاه الله تعالى.
ثم بعد وفاته رحمه الله راجع حكيم الأمة الموصوف مرّة ثانية، وجدّد البيعة على يده في سنة ١٣٤٦ من الهجرة، ثم لازم صحبته مدّة ستّ وعشرين سنة، وكان حكيم الأمة يحبّه، ويعتبره من أصحابه الأصفياء، ويشاوره في كلّ مهمّه دينية. وساعده حضرة الشيخ في تأليف كثير من الكتب مثل "الحيلة الناجزة للحليلة العاجزة"، وهو كتاب قيّم يحتوي على أحكام زوجة المجنون والمتعنّت والمفقود والعنّين، وكان مذهب الحنفية فيها ضيّقا، فراجعوا علماء المالكية وكتبهم، وأفتوا بمذهبهم، ثم أجمع علماء الحنفية عليه، وهو المختار للفتوى عند أصحابنا الحنفية اليوم. وبأمر حكيم الأمة الموصوف ألّف الشيخ كتبا كثيرة، من أهمّها:"أحكام القرآن"، وهو الكتاب الذي نقدّمه اليوم، وبالجملة فلازم الشيخ صحبة حكيم الأمة رحمه الله إلى