مصر، و"السودان"، و"سروية"، و"فلسطين"، وقد تحدّث عنها في مذكراته، التي صدرت باسم "مذكرات سائح في الشرق العربي"، وظلّ رفيقه في هذه الرحلة، التي استغرقت ستة أشهر.
وقد قام برحلات دعوية في معظم أقطار العالم، بالإضافة إلى تدريسه لكتب الحديث في مدرسة كاشف العلوم، الواقعة في مقر جماعة الدعوة في مسجد بنكلي والي، بمنطقة "نظام الدين" بـ "دهلي الجديدة".
كان من أهمّ أركان الجماعة، وأبرز رجالها، وكان جامعًا بين العلم العميق، والفهم الدقيق، والوعي الدعوى، ملتزما بالمقولة الحكيمة "كلّموا الناس على قدر عقولهم" كانت خطاباته ومحاضراته تشف عن معرفته بأعماق النفس البشرية والعقد العقلية والفكرية، وبذلك كان يقدر على إقناع شتى الطبقات والقطاعات، وضمّها إلى السلط العدوي.
وهو أحد ألسِنَة جماعة الدعوة التبليغة، وربما كان أبلغها.
توفي في ٨ جمادى الآخرة سنة ١٤٠٩ هـ.
* * *
٣٥٠١ - العالم الفاضل الكامل عبيد اللَّه جلبي بن يعقوب الفناري من جهة الأم *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، فقال: قرأ على علماء عصره، واشتغل بالعلم الشريف غاية الاشتغال، ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل مصلح الدين اليارحصاري، ثم انتقل إلى خدمة المولى الشيخ محمود القاضي بالعسكر المنصور بولاية "أناطولي"، ثم صار قاضيا ببعض البلاد، إلى أن صار قاضيا بمدينة "حلب".