ثوب، من زاره خلعها عليه، وهذا لا يدلّ على أن ليس عنده من الدراهم إلا ألف درهم، ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب، وإنما دلالته أن الذي أعدّه زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم، وأن الذي أرصدَه عمرو من الثياب للخلع مائة ثوب، وأجاب الأوَّلون، فقالوا: هو محمول على قضيتين، إحداهما: أن لله تسعة وتسعين اسما، والثانية: أن من أحصاها دخل الجنة.
الفصل الثاني في أقوال العُلماء في تسمية الله أسماءه بالحسنى
في تسمية الله سبحانه وتعالى أسماءه بالحسنى عدّة أقوال، قيل: لما فيها من العلو والتعظيم والتقديس والتطهير، وقيل: لما وعد فيها من الثواب، وقيل: لأنها حسنة في الأسماع والقلوب، وقيل: لأنها تدل على توحيده وكرمه.
قال أبو بكر بن العربي: قوله: {فَادْعُوهُ بِهَا} أي اطلبوا منه بأسماءه، فيطلب بكل اسم ما يليق به، تقول: يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رازق ارزقني، يا هادي اهديني، يا فتّاح افتح لي، يا توّاب تب عليَّ، هكذا، فإن دعوتَ باسم عام قلتَ: يا ملك ارحمْني، يا عزيز احكمْ لي، يا لطيف ارزقْنِي، فإن دعوت بالاسم الأعظم قلت: يا الله، فهو متضمّن لكل اسم، ولا تقول: يا رازق اهدني، إلا أن تريد يا رزّاق ارزقْني الخير، وهكذا رتّب دعاءك، تكن من المخلصين.
جاءتْ روايات كثيرة في تعديد أسماء الله الحسنى، وفي بعضها أسماء بدل أسماء، وفي بعضها زيادة، قال القرطبي: وأما الأحاديث التي فيها عدد الأسماء فكلها مضطربة، وأشبهها ما خرَّجه محمد بن إسحاق بن خُزيمة.