اهتمام بشيء آخر، لأنه كان يرى أن الدعوة إلى الله تعالى وظيفته الأصلية، التي أكرمه الله بها.
* * *
٣١٩٣ - العالم العامل والفاضل الكامل المولى عبد القادر *
كان أصله من قصبة "أسبارته" من ولاية "حميد".
قرأ على علماء عصره، حتى وصل إلى خدمة المولى العالم الفاضل المولى علي الطوسي، روي أنه كان شريكا مع المولى الفاضل الخيالي، ثم تولى بعض المناصب، حتى صار معلّما للسلطان محمد خان، وتقرّب عنده، حتى حسد عليه الوزير محمود باشا، وفي بعض الأيام استدعاه السلطان محمد خان ليصاحبه، وكان في مزاجه فتور، فتعلل بذلك، وقال له بعض أصحابه: إن في الحديقة الفلانية جمعا كثيرا من الظرفاء، ونلتمس منك أن تذهب إليهم، حتى يتفرّج خاطرك يتخفف مزاجك، ومال المولى المزبور إلى قوله، فذهب معه إلى تلك الحديقة.
يروى أن ذلك الترغيب من ذلك البعض في الذهاب إلى ذلك المجلس، كان بمباشرة الوزير محمود باشا، فقال الوزير المزبور للسلطان محمد خان: إنه تعلّل في صحبتك، وذهب مع الظرفاء إلى الحديقة الفلانية، فتفحص عنه السلطان، فتحقّق عنده ما قال الوزير، فعزله في ذلك اليوم، وأبعده عن حضرته، وذهب إلى وطنه، فلم يلبث إلا قليلا، حتى مرض، ومات من ذلك المرض في وطنه.
روي أنه كان ذاهبا مع السلطان محمد خان إلى محاربة بعض ملوك العجم، ولعله الأمير حسن الطويل، ولما اجتاز بـ "قونية" استقبله علماؤها،