وروَى بسنَدِه إليه، إلى موسى بن أبي كثير، قال: أخرَج علينا ابنُ عمر، رضى الله تعالى عنهما، شاةً له، فقال لرجل: اذْبَحْها. فأخذ الشَّفْرة ليذبَحها، فقال: أمؤمن أنت؟ فقال: أنا مؤمن إن شاء الله تعالى.
فقال ابن عمر: ناوِلْنِى الشَّفْرة، وامْضِ حيث شاء الله أن تكون مؤمِنا. قال: فمرَّ رجلٌ آخر، فقال له: اذْبَح لنا هذه الشاةَ.
فأخذ الشَّفْرة ليذبحَها، فقال: أمؤمن أنت؟ قال: أنا مؤمن، إن شاء الله تعالى.
قال: فأخذ الشَّفْرة، وقال: امْضِ.
ثم قال لرجل آخرَ: اذْبح لنا هذه الشاة، فأخذ الشَّفْرة ليذبحها، فقال له: أمؤمن أنتَ؟ قال: نعم، أنا مؤمن في السِرِّ، ومؤمن في العَلانِية.
فقال له: اذْبحْ اذْبح.
ثم قال له: الحمد لله، ما ذبح لنا رجل يشُكُّ في إيمانه.
ثم قال -أعني صاحب "الجواهر"-: موسى بن أبي كَثير مجهولٌ (١).
* * *
٣٣٦٨ - الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن عيسي،
(١) موسى بن أبي كثير الأنصاري الكوفي أبو الصباح، يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر، عدّه ابن سعد في الطبقة الرابعة من الكوفيين، وقال: كان ثقة في الحديث، تهذيب التهذيب ١٠: ٣٦٧، ٣٦٨، وطبقات ابن سعد ٦: ٢٣٦، وميزان الاعتدال ٤: ٢١٨.