هذا، وما قيل في حق الإمام من المديح، وما رُثي به، وما مدح به، وما تمثل به هو، أو تمثل به الغير عند ذكره، فأمر لا يدخل كما قلنا تحت الحَصر، وفيما ذكرناه منه كفاية، والله تعالى أعلم.
[الفصل السابع في بعض بعض المنامات التي رآها له الصالحون]
فمن ذلك ما روي عن الإمام الشافعي، أنه كان يقول: إني لأتبرك بأبى حنيفة رضى الله عنه، وأجيء إلى قبره كل يوم، كنت إذا عَرضت لي حاجة صليت ركعتين، وجئت إلى قبره، وسألت الله تعالى الحاجة، فما تبعد عنى حتى تُقضى.
وقال أبو يوسف: رأيتُ أبا حنيفة في المنام، وهو جالس على إيوان، وحوله أصحابه، فقال: إيتوني بقرطاس ودواة، فقمت من بينهم وأتيته بهما، فجعل يكتب، فقلت: ما تكتب؟ قال: أكتب أصحابي من أهل الجنَّة.
فقلت: أفلا تكتبني فيهم؟ قال: نعم.
فكتبني في آخرهم.
وعن أبي مُعاذ، قال: رأيتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في المنام، فقلتُ: يا رسول الله، ما تقول في علم أبي حنيفة؟ فقال: ذلك علم يحتاج إليه الناس عند الحُكم.
وعن بعضهم، قال: كنتُ في حلقة مُقاتل بن سليمان، إمام أهل التفسير في زمانه، فقام إليه رجل، فقال: يا أبا الحسن، رأيتُ البارحةَ في المنام كان رجلًا من السماء.
قد نزل، ثيابه بيض، وقام على المنارة الفُلانية بـ "بغداد"، وهي أطول منارة بها، فنادى: ماذا فقد الناس!! فقال له مقاتل: لئن صدقت رؤياك ليفقدن أعلم الناس.