للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان غاية في الذكاء، وسرعة الإدراك، رأسا في معرفة الكتاب والسنة، عاكفا على الدرس والإفادة، والبحث والمطالعة، منقطعا إلى ذلك بقلبه وقالبه، لا يعرف اللذّة في غيره، ولا يتصل بالدنيا وأسبابها، قانعا باليسير! زاهدا في الكثير، مؤثرا للطلبة على نفسه وعياله، ولاجهاد النفس، وتحمّل التعب في الدرس والمطالعة على راحته، ولا يطمح إلى جاه أو منصب.

وما صرت واقفا على سنة وفاته مع تتبّعي القاصر.

* * *

١٥٣٢ - العالم الفاضل المولى حسن القراماني من بلدة "بك شهري" *.

قرأ رحمه اللَّه على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى الحميدي، ثم صار مدرّسا بمدرسة من "بروسه"، ثم صار قاضيا بعدّة من البلاد، ومنها: بلدة "غلطه" وبلدة "طرابلس" و"سلانيك"، ثم عمي، وعيّن له كلّ يوم أربعون درهما بطريق التقاعد.

وتوفي بمدينة "قسطنطينية" في سنة تسع وخمسين وتسعمائة.

وكان رحمه اللَّه عالما فاضلا، عارفا بالتقسير والحديث والعربية والأصلين، وكانت له مشاركة في سائر العلوم، وكانت له يد طولى في الفقه، وكان صاحب ثروة عظيمة، وكان خيرا دينا، وكان حسن السمْت في قضائه، وكان لا يذكر أحدا بالسوء، رحمه اللَّه تعالى.

* * *


* راجع: الشقائق النعمانية ٢: ١٢٧، ١٢٨.
وترجمته في الطبقات السنية ٣: ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>