للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بينهما، وكان كلما تعرض الشمس لنا بادر شيخنا إلى الانتصار، حتى بلغه أذية الشمس له.

قلت: وقد أسلفت في ترجمة الشيخ عبد القادر ابن أحمد بن سليمان أن الشحناء تأكدت بينهما بسبب قيام الجد بنصرته، فاجتمعا آخرا عند قاضي القضاة الكمال ابن طاشكبري قاضى "دمشق"، فتقدم عليه شيخنا في المجلس، فغضب ابن المنقار، وقال: أنت كنت سابقًا تقدمني، فلم تقدمت علي، قال: تقدمت إلى مجلسي، وكنت أوثرك سابقًا بمقامي، وكان الشيخ محمد بن سعد الدين في المجلس، فأخذ بيد الشمس، وأجلسه بينه وبين القاضي، ثم بقى الشمس على غيظه، حتى مرض منه، وجعل تتزايد به الأمراض، حتى توفي في اليوم الذي ذكرناه. انتهى.

* * *

٤٧١٣ - الشيخ الفاضل محمد بن قبّاد، المعروف بالسكوتي، البدوني، ثم الدمشقي، مفتي "الشام"، وأجلّ فضلاء الزمان *

ذكره الإمام محمد أمين المحبي الحنفي في كتابه القيم "خلاصة الأثر"، وقال: كان فقيهًا بارعًا حافظًا للمسائل، كثير الإطلاع عليها، عفيفًا، خيرا، دينًا. وكان حسن الخط والإنشاء، حسن المعرفة، كثير الصمت، مثابرًا على العبادات والمطالعة.

ويروى عنه أنه كان لا يفتر عن المطالعة، ولو كان ماشيًا في طريق، وجمع كتبًا كثيرة، وأكثره عليها تعليقاته وتحريراته، وكان وروده إلى "دمشق"


* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٤: ١٢٤، ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>