و"أفغانستان"، و"ملايا"، و"إندونيسيا"، و"تركيا"، و"أمريكيا"، و"بريطانيا"، و"الإفريقيا" وغيرها مما لا يحصى عددها.
[جهاده في بناء باكستان]
كان المسلمون زمن تدريس الشيخ بدار العلوم تدور عليهم رحى الاستعمار الغربى، ولم يزل علماء دار العلوم منذ بناية الأمر في جهد جهيد للحرّية والاستقلال. وفي هذا المشروع العظيم بذل الإمام المجاهد شيخ الهند مولانا محمود حسن رحمه الله جميع حياته، وابتلى بأشدّ ما يكون من الأذى زمن اعتقاله يحزيرة "مالطه"، ثم لم يبرح يجتهد في هذا السبيل حتى انتقل إلى رحمة الله.
ثم صارت أماني الحرّية تداعب خيال المسلمين، ولم يفتر هممهم عن إدراك هذا الغرض، حتى التحق بهم الهنادكة على أن يشاركوهم في حكومة "الهند" بعد استقلالها على طريق الديمقراطية.
وكان حكيم الأمة الشيخ التهانوي يرى منذ زمان أنه لا نجاح للمسلمين إلا بتكوين مملكة مستقلّة حرّة، ينفذون فيها أحكام شريعتهم، ويعيشون فيها مسلمين صادقين. فلم تكن للمسلمين عنده مسئلة واحدة- مسئلة التحرّر من الاستعمار الغربي-، فحسب، وإنما كان هناك مسئلتان، الأولى: التحرّر من الاستعمار الغربى، والثانية: تأسيس مملكة إسلامية مستقلة، لا يشاركهم فيها الهنادك، ولا أمة أخرى من الأمم الكافرة.
وأما الأحزب السياسية يومئذ، فكانت بأجمعها لا تهدف إلا إلى التحرّر من الاستعمار الأجنبي، ولم يكن بين أيديهم غرض لتقسيم البلاد إلى المسلمين والكفّار، بناء على فكرة الوطنية الفاسدة، واعتقادا منهم بأن الهنديين مسلمهم وكافرهم قوم واحد، وإنما نريد أن يزول عنا الاستعمار، ثم مسلمنا وهندوكنا سواء.