عنهم، وما فات منهم إن كان فات إلا يسير جد ممن لمِ يرو عنه أيضًا إلا مسئلة واحدة أو مسئلتان، وباللَّه التوفيق.
[المكثرون من الفتيا]
والذين حفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مائة ونيف وثلاثون نفسا، ما بين رجل وامرأة، وكان المكثرون منهم سبعة: عمر بن الخطاب، وعلى بن أبي طالب، وعبد اللَّه بن مسعود، وعائشة أم المؤمنين، وزيد بن ثابت، وعبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن عمر.
قال أبو محمد بن حزم: ويمكن أن يجمع من فتوى كل واحد منهم سفر ضخم.
قال: وقد جع أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب ابن أمير المؤمنين المأمون فتيا عبد اللَّه بن عباس -رضي اللَّه عنهما- في عشرين كتابا.
وأبو بكر محمد المذكور أحد أئمة الإسلام في العلم والحديث.
[المتوسطون في الفتيا]
قال أبو محمد: والمتوسطون منهم فيما روى عنهم من الفتيا: أبو بكر الصديق، وأم سلمة وأنس بن مالك، وأبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وعثمان بن عفان، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وعبد اللَّه بن الزبير، وأبو موسى الأشعري، وسعد ابن أبي وقاص، وسلمان الفارسي، وجابر بن عبد اللَّه، ومعاذ بن جبل، فهؤلاء ثلاثة عشر، يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير جدا، ويضاف إليهم طلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وعمران بن حصين، وأبو بكرة، وعبادة بن الصامت، ومعاوية بن أبي سفيان.
[المقلون من الفتيا]
والباقون منهم مقلون في الفتيا، لا يروى عن الواحد منهم إلا المسئلة والمسئلتان والزيادة اليسيرة على ذلك، يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء