للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يوسف، ومحمد، وزفر، وحمّاد بن أبي حنيفة، قد خصموا بالكلام الناس، أي ألزموا المخالفين، وهم أئمة العلم (١).

شأن محمد في قلوب الفقهاء من المحدّثين:

وروى ابن أبي العوام عن الطحاوي عن إبراهيم بن أبي داود أنه قال: سمعتُ يحيى ابن صالح الوحاظي يقول: حججت مع محمد بن الحسن، فلما كنا بمنى رأيتُ خالد بن عبد الله "وهو أبو الهيثم الواسطي"، وصرت إلى مجلسه، فازدحم عليه أصحاب الحديث حتى آذوه، فقال: عيسى: لو سئل هؤلاء عن مسئلة من الفقه ما عرفوا الجواب فيها. فاستحسن جوابي، وقال لي: ممن علمت هذا؟ فقلت: عن محمد بن الحسن، وهو حاج معك، فقال لي: إذا فرغنا فامض بي إلى مضربه، حتى أسلم عليه. فلما فرغنا مضيت معه إلى محمد بن الحسن، فلما رآه قام. هذا يدلك على عظم شأن محمد في قلوب الفقهاء من المحدّثين، وأما من لا يعرف إلا سرد الروايات من غير تفقه فليقل ما شاء.

قلت: فيه دلالة واضحة على أن السلف كانوا ينكرون على من طلب الحديث، وأعرض عن الفقه (٢).

[بلاغات الإمام محمد الشيباني عند الفقهاء]

حكم تعاليق البخاري عند المحدّثين:

قال محمد رحمه الله تعالى في "الأصل": بلغنا عن علي كرم الله تعالى وجهه: أن رجلًا أقام عنده بينة على امرأة أنه تزوجها، فأنكرت، فقضى له بالمرأة، فقالت: إنه لم يتزوجني، فأما إذا قضيت عليّ فجدّد نكاحي. فقال: لا أجدّد نكاحك، الشاهدان زوّجاك. قال: وبهذا نأخذ، فلو لم ينعقد النكاح


(١) راجع: التعليق على مقدمة كتاب التعليم ص ٦٥، ١٦٦.
(٢) راجع: قواعد في علوم الحديث ص ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>