الأشعث، قال: سمعت يزيد بن سنان يقول: سمعت أبا عاصم، يقول مثله سواء. اهـ.
في "المناقب الكردرية" عن ابن المبارك أنه سمع زفر يقول: نحن لا نأخذ بالرأي ما دام أثر. فإذا جاء الأثر تركنا الرأي. اهـ.
وعن والد يحيى بن أكثم رأيت وكيعا يختلف (١) إلى زفر بالغدوات، وإلى أبي يوسف بالعشيات، ثم ترك أبا يوسف، ثم جعل كلّ اختلافه إليه، لأنه كان أفرغ. وكان يقول: الحمد لله الذي جعلك خلفا لنا عن الإمام، ولكن لا يذهب عني حسرة الإمام. وعن الفضل بن دكين: لما مات الإمام لزمت زفر، لأنه كان أفقه أصحابه وأروعهم. وعن الحسين بن الوليد أنه كان أصلب أصحاب أبي حنيفة، وأدقهم نظرا.
[نماذج من أقوال زفر وأجوبته في المسائل]
روى ابن أبي العوام عن الطحاوي عن محمد بن الحسن بن مرداس عن أبي بكرة العطّار عن أبي عاصم النبيل، قال قال ابن الهذيل: من قعد قبل وقته ذلّ، يعني من جعل لنفسه مجلسا خاصّا لنشر العلم قبل أن يتكامل في العلم فضحته شواهد الامتحان، وتكشف جهله بأخطائه في أجوبة المسائل. وكم من ناشئ يعتريه الغرور، فيظنّ بنفسه الاستغناء عن أستاذه، فيستقلّ بمجلس في العلم قبل أوانه، ثم يعود إلى رشده، فيرجع إلى ملازمة شيخه.
وبه إلى ابن مرداس عن زيد بن أخزم عن أبي عاصم عن زفر في رجل باع من رجل جارية بألف درهم على أن ينقده الثمن فيما بينه وبين ثلاثة أيام وإلا فلا بيع بينهما. قال: البيع فاسد. وروى ابن أبي العوام عن الطحاوي عن أبي العبّاس الأيلي عن زيد بن أخزم عن عبد الله بن داود: سألت زفر بن الهذيل عن قرض الخبز، فقال لي: لا يجوز إلا وزنا.