وروى ابن أبي العوام عن محمد بن عبد الله بن سعيد البصري عن إسحاق بن إبراهيم الشهيدي عن يحيى بن يمان عن سفيان عن زفر عن قيس بن حبتر، قال: مثل عمر بن عبد العزيز في بني أمية كمثل مؤمن آل فرعون. وروى ابن أبى العوام عن الطحاوي عن إبراهيم بن مرزوق عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن الأشعث الحمراني عن عبد الواحد بن صبرة، قال: كنت عند القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله بن عمر، وعندهما إياس بن معاوية، فسألهما رجل عن رجل، قال لامرأته: أنت طالق إن. فلم يدريا ما يجيبان به، فقالا: أفته يا أبا واثلة! فقال إياس: هذا رجل أراد أن يطلّق امرأته، فلم يفعل. قال الأنصاري: فذكرت ذلك لزفر بن الهذيل، فقال: أخطأ إياس، هذا رجل طلّق، وأراد أن يستثني، فلم يفعل.
وروى ابن أبي العوام عن أبي بكر محمد بن هارون بن حسان البرقي عن بكر بن القاسم عن يحيى بن المغيرة القرشي عن سعيد بن أوس. قال: سمعت زفر يقول في رجل أسقط سجدة من كعة، فاستوى قائما قبل أن يفتح فاتحة الكتاب: إنه يخرّ ساجدا، ثم يعود إلى استئناف عمله.
وروى ابن أبي العوام عن الطحاوي عن بكّار بن قتيبة عن هلال بن يحيى، قال: سألت أبا يوسف عن رجل له مائتا درهم حال عليها حولان، قال: في الحول الأول خمسة دراهم، ولا شئ عليه في الحول الثاني، فقلت له، فإن زفر يقول: إن عليه عشرة دراهم. فما حجّتك عليه؟ قال: ما حجّتي على رجل يزعم في مائتي درهم أربعمائة درهم. قال بكّار: تكرّر الأحوال عليها.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" في ترجمة زفر: رجع عن الرأي، وأقبل على العبادة. لكن هذا وهم منه، لأن الذي ترك الرأي، وأقبل على العبادة هو صديقه داود الطائي، كما سبق. وأما زفر نفسه فممّن جمع بين الفقه والعبادة. والرأي المستمدّ من الكتاب والسنة ليس بشئ يرجع عنه،