للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَجعلهَا دَار الأحاديث النَّبَوِيَّة، أعطاها المرحوم لاشتهاره بِعلم الحَدِيث، وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم، ثمَّ اتّفق أنه اتهمَ بِبيع الإعادة والملازمة.

وأخذ الرشا على إعطاء الحجرات، فَبلغ ذَلِك إلى السُّلْطَان، فَغَضب عَلَيْهِ، وعزله، فَاغْتَمَّ لَهُ غما شَدِيدا، فَلم يذهب كثير، حَتَّى توفّي سنة ثَمَان سِتِّينَ وَتِسْعمِائَة. وَكَانَ المرحوم من أفاضل الرّوم صَاحب الْيَد الطُّولى فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير وعلوم الْوَعْظ والتذكير، وَله بَاعَ وَاسع فِي فن المحاضرات والتواريخ والمحاورات، وَكَانَ رَحمَه الله لذيذ الصُّحْبَة، حُلْو المحاورة، خَالِيا عَن الْكبر وَالْخُيَلَاء، مختلطا بالمساكين والفقراء.

وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ رَحمَه الله رجلا أكمل وأتم إلا أن فِيهِ خصْلَة سميه يحيى بن أَكْثَم الَّذِي هُوَ أول من صرح بالميل إلى المرد الملاح ذَوي الخدود الصَّباح، وَهُوَ الَّذِي قَالَ وَأَبَان عَمَّا فِي البال.

إنما الدُّنْيَا طَعَام … ومدام وَغُلَام

فاذا فاتك هَذَا … فعلى الدُّنْيَا سَلام

عَفا الله عَن سيآتهما وضاعف حسناتهما.

* * *

٥٨٩٤ - الشيخ الفاضل يحيى بن هبة الله ابن أحمد بن علي بن حمزة أبو السعادات *


* راجع: الجواهر المضية برقم ١٨١٨.
ترجمته في الطبقات السنية برقم ٢٦٨٧، نقلا عن الجواهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>