وذكره البُرْهان الحلبِيّ في "مَشْيخته"، وقال: سمع من يحيى بن المصْرِيّ "الغوامض والمهمات" لعبد الغنِيّ، وكان يتكسَّب بجلوسه في حانوتِ الشُّهود للشهادة، وسمع منه الفُضَلاء، إلى أن قال: وقرأتُ عليه كتاب "الغَوامض" المذكور. وأرَّخ وفاتَه كما ذكرْنا.
وساق صاحبُ "الغُرَف" في ترجمته أُعْجوبةً من أعاجِيب الزمان، لا بأس بذِكْرها لغَرابتِها، وأنا من صِحَّتِها في شُبْهةٍ، ولكن قدرة الله شاملة لكلّ شيء، وهي: أنَّه كان في سنة ستّ وسبعين وسبعمائة للأمير شرف الدين عيسى والِي الأشْمونَيْن بنتٌ راهقَتْ البُلوغَ، وأنَّها لما بلغَتْ خمسة عشرَ سنةً، اسْتَدَّ فَرْجُها، ونَبَتَ لها ذكرٌ وأنْثَيان، وبلغَ ذلك الأشرفَ شعبانَ بن قَلاوُون، فأرْسَلَ [في] طلبها، وأحْضَرها، وشاهَدها، ولما تحقَّق ذلك أمرَها أن تلْبَسَ ثيابَ الرِّجال، وسمّاها "محمد"، وأمرَه بالمشيِ في خِدْمته، وأقْطَعه إقْطاعا، والله تعالى أعلم.
* * *
٢٥٧٦ - الشيخ الفاضل مولانا المفتي عبد الله بن ميان بيران دتّه السليماني الكجراتي *
ولد ٩ جمادى الثانية سنة ١٢٨٠ هـ في موضع "كنجاه" من أعمال "كُجْرَات".
قرأ مبادئ العلم في قريته، ثم سافر إلى دار العلوم ديوبند، والتحق بها، وقرأ فيها عدّة سنين، قرأ فيها كتب الصحاح الستّة، وغيرها من الكتب الحديثية.
* راجع: تذكره علماء أهل سنت وجماعت بنجاب ٢: ٣٢٩ - ٣٣٣.