للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأوان، وتكون وسيلة لدعائهم لهذا العبد الجاني بعد انقراض عمري، وأوني، امتثالا لقول مَنْ قال: الخطّ باقي، والعمر فاني.

* * *

٣٥٤ - الشيخ الصالح الفقيه الزاهد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الكهتوي السركهيجي، أحد المشايخ المشهورين في أرض "الهند" *.

ولد بـ "كهتو"، قرية من أعمال "ناكور" في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وتربّي في حجر الشيخ إسحاق المغربي، وتفنّن في الفضائل عليه، ثم لبس الخرقة منه، ولازمه إلى وفاته، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين من طريق البحر، فحجّ، وزار، ورجع إلى "تته"، ثم سافر إلى "بخارى"، ورجع إلى "الهند"، فلمّا وصل إلى "كجرات" سنة اثنين وثمانمائة، وكان مظفّر شاه صاحب "كجرات" يعرفه، لأنه كان بـ "دهلي" أميرا من أمراء فيروز شاه ملك "الهند"، فكلّفه الإقامة لديه، فسكن بقرية "سركهيج"، وحصل له الوجاهة والقبول عند الملوك والأمراء، وبايعه أحمد شاه الكجراتي، ومصّر مدينة كبيرة على ثلاثة أميال من "سركهيج"، وسمّاها "أحمد آباد".

له ملفوظات تسمّى بـ "تحفة المجالس"، جمعها محمود بن سعيد الإيرجي، فيها أنه لما وَصَلَ إلى "سمرقند" دخل في مسجد على عادته، فرأى عالما يدرّس، وطلبة العلم حوله، يقرؤن عليه، وكان أحمد عليه ثياب رثّة، وعلى رأسه


* نزهة الخواطر ٣: ١٣ - ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>