قلنسوة بغير عمامة، فجلس في صفّ النعال، وكان أحد منهم يقرأ عليه "الحسامي"، ويخطئ في الإعراب، وشيخهم يسمع، ولا يصلح الخطأ، فدخل أحمد فيه، فلمّا علم الشيخ ذلك قرّبه إليه، وتلطّف به، وسأله عن أشياء من علم الأصول، فأجابه بما يشفى العليل، ويروي الغليل، فقال الشيخ: إنك مع هذا العلم الغزير كيف تلبس ثيابا بالية، وقلنسوة عارية؟ فقال أحمد: إن العلم مفخرة، فإن كنتُ لابسا مع ذلك العلم لباسا فاخرا فسدت النفسُ، وسائتْ أخلاقُها. انتهى.
وله رسالة صنّفها للسلطان أحمد الكُجْراتي، شرحها أبو حامد إسماعيل بن إبراهيم، ونقلَ عنه عبدُ الله بن محمد بن عمر الآصفي الكُجْراتي في "تاريخ كُجْرات" في مولد الشيخ ووفاته وعمره ما صورته: أنه قدّس سرّه، ولد بـ "كهتو" من أعمال "ناكور" في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وتوفي في يوم الخميس قبل الزوال في الرابع عشر من شوّال من سنة تسع وأربعين وثمانمائة بدار مسكنه "سركهيج"، ونظم الشارح أبياتا في رثائه، مطلعها:
إن حزنا لنا أتمّ ببال … نحن كالطين وهو مثل جبال.
وبيت تاريخها:
طاء وميم على ثمان مئات … كان دال ياء من الشوّال.
وبيت ضابط عمره:
عمره دلّنا على أنه قطب … مات يوم الخميس قبل الزَّوال.
قال الآصفى: ورثاه بعضُ الشعراء في مجلس السلطان محمد بن أحمد بيتين يعزيه، وضمن الدعاء له ضابط وفاته، وأجاد، وهما:
جو شيخ أحمد إمام دين ودنيا … سوى فردوس مي شد خرم وشاد.
فلك ميكفت در تاريخ آن سال … "شه عالم محمد رابقا باد".