"جواب تركي بتركي" أي (الرد المماثل)، وسبق أن رد بعض أصحاب هذا الكاهن الهندوكي على كلام الشيخ هذا، وتفوه بأشياء منكرة لاغية تحاول النيل من الإسلام، وليس لها أساس، فجاءت هذه الرسالة بمثابة الرد على ردّه.
ثم تتابعت عليه نوبات المرض في أوقات متقاربة، وكاد يضيق نفسه غير مرة، ثم خفّف الله تعالى عنه وطأته، فحسبناه مرضا أزمن، وليس ذلك، إلا نوبة من نوباته، مما لا يبعثنا على قلق زائد، ولم نكن فقدنا كل أمل في حياته وعودة الصحة، إذ لم ندع وجها من وجوه التداوي، إلا جرّيناه، ولم يزد ذلك إلا سوءا، وعمل له الأطباء بالطب اليوناني كلّ ما رأوه ناجعا، كما أفرغ الأطباء العصريون وسعهم في إيجاد حيلة تنجيه من براثن الموت. الفتّاك، واتخذ له الأدوية الهندية من قسطة والعصير، ولم يغن ذلك فتيلا، وما برح به المرض.
[سنتان من مرض تخللهما نقه]
ومرّت سنتان، وهو مريض، ويتخللهما نقه، فيعود إليه بعض القوة، ثم يعوده نوبة من نوبات ضيق النفس، فيغلبه الضعف، والنهك، فإذا انتابه المرض، واستمرّ يوما سلب قوة جلبته أيام.
وخلال هذه الأيام أيام المرض، لم يوصف له علاج، إلا تعاطاه، ولم يحضر له دواء، إلا رضي بتناوله، ولم يتخذ له أحد حيلة إلا مارسها وجرّبها، وكل ذلك جريا على خلاف ما تعوده، إلا أنه أصبح مرهفا لطيف الحس، لا يرضى من الدواء، إلا ما وافق مزاجه وطبعه، فإذا شرح له أصحابه ومحبوه، وبينوا له ذلك لم يستنكف عن تناوله، واستسهل غير مرة، فيخف وطأة المرض لمدة غير طويلة، ولا يستأصل المرض، ولا يقضي عليه نهائيا، وأفرغ الطبيب مشتاق أحمد الديوبندي وسعه في مداواته، ولم يكن يفارقه يوما، كما