٤٣١٦ - الشيخ الفاضل محمد بن أيوب بن أحمد بن أيوب الخلوتي الدمشقى *
تقدم ذكر والده.
ذكره المحبي الحنفى في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان محمد هذا من فضلاء وقته، أديبًا، مطبوع الطبع، حسن المعاشرة، خفيف الروح، مع صلاح وتقوى وعبادة.
أخذ العلم عن والده وغيره من علماء عصره، ولزم الشيخ أحمد بن علي العسَّالي مع والده في طريق الخلوتية، وكان ينظم الشعر، ولم أقف له إلا على هذا المقطوع في ذم العذار، وهو:
يا صاح إن الشعر يزرى بذي … الحسن وإن كان بهىّ الجمال
أما ترى الأنفس من شعرة … تعاف للماء الفرات الزلال
وهذا معنى تداولته الشعراء، والسابق إليه أبو إسحاق الغزي في قوله:
يقولون ماء الحسن تحت عذاره … على الحالة الأولى وذاك غرور
ألسنا نعاف الشرب من أجل شعرة … إذا وقعت في الماء وهو نمير
وكان مغرمًا بالجمال، وله مجون مستعذب، يؤثر عنه الكثير منه، حكى لي بعض الإخوان، قال: دخل "دمشق" شخص من أهالي "حلب"، وكان ذا مال وافر، ولكنه جاهل، فأنزله والد المترجم عنده، وكان يعتني بالتمشدق في الألفاظ يظن أنه يجريها على قاعدة الإعراب، فربما قال في سبحانه وتعالى: سبحانه بكسر النون، وكان الشيخ صاحب الترجمة يكرهه، فاتفق إذ دعا جماعة، ومعهم غلام كان يهواه، فدخل عليهم الحلبي، وثقل عليهم، وبدل صورة مجلسهم بذكر ما معه من المال،
* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣: ٣٨٥.