حديدا، يؤمن بالتوحيد، وينكر عبادة الأصنام، وينحو باللائمة عليها، خلافا لما يعتقده ويتبناه عامة الهنادك، غير أن إيمانه بـ "فيدا" وتبنيه التناسخ وغيره من المعتقدات الهندوكية جعله يشارك الهنادك في معظم القضايا، وكان يكثر من استخدام الكلمات السنسكريتية في خطابه، فصعب على غير أهلها فهم خطابه، غير أن الشيخ محمد علي الشهير بالكفاح ضدّ الهندوسية والرد عليها قام بمجاوبته، ودحض أباطيله، ثم تعرض حضرة الشيخ في خطابه لقضية الوجود والتوحيد، وشرحها شرحا وافيا، ألقم الحضور حجرا، وحملهم على الإصغاء إليها، والاستماع لها.
[نكايته في الأساقفة]
واستفاض حضرة الشيخ في إثبات التحريف لدى النصارى، فاعترف الأساقفة بتسرّب التحريف والتبدّل إلى كتابهم "المقدس" لديهم، ولاذوا بالفرار حين حمي وطيس المناطرة، وتشرّدوا أيادي سبا، وأعجلهم الفرار عن بعض مصادرهم ومراجعهم، التي قدموا بها، وخرج حضرة الشيخ من هذه المناظرة مرفوع الرأس، تم على يديه الانتصار للدين الإسلامي، الذي كتب الله له البقاء والانتصار، حتى تقوم الساعة، ولو كره الكافرون.
وهذان الاحتفالان في عامين متتاليين مما كشف للناس مكانته العلمية ومقدرته وموهبته، وأدركوا كيف يأتي نصر الله تعالى وعونه وفضله، وتجسّد لهم ما قيل: إنه لا يرجع إلا إلى تأييد من الله ونصرته، حتى انطلقت ألسنة الأساقفة بالاعتراف بأن هذه الكلمات بما تحمل في طياتها من بلاغة ومفعول كبير، كفيلة بحمل المرء على الإيمان بالقدر إن كان الإيمان به حقا.
هذا، الإيمان بالقدر لا يهتدي إليه، ولا يوفّق له، إلا من كتب الله له ذلك، وطريقة الحق نقية بيضاء، لا يزيغ عنها إلا هالك.