اللَّه، باسم مؤلف "تحفة الهند"، ثم وصل إلى الحافظ محمد صدّيق قدّس سرّه، فلقّنه كلمة التوحيد، وبايع على يديه في صفر سنة ١٣٠٥ هـ، كان الشيخ سنيا حنيفا، يمنع عن الشرك والبدعة على طريقة الشيخ إسماعيل الشهيد، وأقام في صحبته نحو شهرين يصلّى معه في الجماعة، ويشترك في حلقة الذكر، ويستمع كلمات إرشاده في المجالس المختلفة، كان سيّد العارفين يتوجّه إليه بالشفقة والرحمة كالوالد، فما نسي حلاوة خطابه ولذّة صحبته، فلمّا فارقه تبين له أثر صحبته، كأنه رأي العين، أنه فقد نور الهيبة الممتزجة باللطف، وما استيقن بهذه المعرفة إلا بعد ما تشرّف بصحبة الإمام الربّاني الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي قدّس سرّه، فإنه كان يجد في صحبته مثل ذلك الأثر والنور، وببركة هذا الاجتماع الصالح دخلت المعاشرة الإسلامية في جذر طبعه، فكان يحسب نفسه كأحد الأركان من تلك العائلة.
[طلبه للعلوم العالية والآلية]
شرع في تعلم العلوم الشرعية، فاخذ مبادئ الصرف والنحو من بعض شيوخ "السند" و"الملتان"، وأقام أثناء ذلك نحو ستة أشهر عند الشيخ أبي السراج غلام محمد الدينفوري، ثم ارتحل إلى جامعة ديوبند الإسلامية (دار العلوم بديوبند) في صفر سنة ١٣٠٦ هـ، والتحق بها وهو يقرأ "كافية ابن الحاجب"، ولما أخذ "شرح الجامي" علّمه بعض شيوخ الجامعة طريقة المطالعة، فاتقنها في أقصر مدّة، استغنى عن قراءة أكثر الكتب المتكرّرة على الشيوخ، ثم اشتغل بكتب المنطق والفلسفة، وسافر إلى "كانفور" و"رامفور"، فأخذ عن تلاميذ المفتي لطف اللَّه والفاضل عبد الحق، وغاب لذلك نحو ستة أشهر عن جامعة ديوبند الإسلامية، ثم رجع إليها في صفر سنة ١٣٠٧ هـ.