ولا نصيفه "، وهذا خطاب منه لخالد بن الوليد ولأقرانه من مسلمة "الحديبية" والفتح، فإذا كان مدّ أحد أصحابه أو نصيفه أفضل عند الله من مثل أحد ذهبا من مثل خالد وأضرابه من أصحابه فكيف يجوز أن يحرّمهم الله الصوابَ في الفتاوى، ويظفر به من بعدهم؟ هذا من أبين المحال، وعن عبد الله بن مغفَّل المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذانى فقد آذى الله، من آذى الله فيوشك أن يأخذه. وعن أبي موسى قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب، ثم قلنا: لو انتظرنا حتى نصلّي معه العشاء، فانتظرناه، فخرج علينا، فقال: "ما زلتم ههنا"، قال: قلنا: نعم يا رسول الله، قلنا: نصلى معك العشاء، قال: "أحسنتم وأصبتم"، ثم رفع رأسه إلى السماء، وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السماء، قال: "النجوم أمنة لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون".
وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي القرن الذي بعثتُ فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم". فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن خير القرون قرنه مطلقا، وذلك يقتضي تقديمهم في كل باب من أبواب الخير، وإلا لو كان خيرا من بعض الوجوه فلا يكونون خير القرون مطلقا.
[ثناء أهل العلم على الصحابة]
وهذا الثناء للاستئناس، وليس للتدليل، إذ لا يصح القول مع الله عزَّ وجلَّ ورسوله صلى الله عليه وسلم، حيث نص اللّه ورسوله على عدالتهم،