نفعه، وتم آثاره، ويبلغ من الله الرضوان العظيم. انتهى كلام الشيخ العلامة الشيخ عبد الفتاح أبي غدّة حفظه الله في مقدّمة تحقيقه لكتاب "قواعد في علوم الحديث". انتهى.
وكان مولانا الشيخ ظفر أحمد العثماني رحمه الله حيا حينما طبع كتابه "قواعد في علوم الحديث" بتحقيق الشيخ العلامة عبد الفتّاح أبي غدّة، رحمه الله، وكان شيخ الحديث بدار العلوم الإسلامية في أشرف آباد (تندو أله يار) يدرّس فيها "صحيح البخاري" مع كبر سنّه وتوارد أمراضه وانتقاص قواه. قال شيخنا العلامة المفتي محمد تقي العثماني زيد مجده: قال لي مرة: إني كلّما شعرت بازدياد في مرضي زدت في تدريس "صحيح البخاري"، ويجعله الله تعالى شفاء لمرضي.
وكان مع ضعفه ومرضه ملتزما بالأذكار والنوافل، يشهد جميع الصلوات في المسجد، ويتحمّل لأجل ذلك عناء كبيرا، وكان لسانه في أواخر عمره رطبا بذكر الله في أكثر الأوقات، وفي شهر رمضان سنة ١٣٩٤ هـ قد منعه الأطبّاء عن الصيام لأمراضه المتواردة، ولكنّه لم يرض بذلك، وقال: إن عبّاسا رضي الله عنه لم يترك الصيام، وهو في التسعين من عمره، وكان يلقى من الصوم شدّة وعناء، حتى كان يجلس في مركن من الماء، ولا يرضى بالافتداء، فكيف أرضى بالفدية، وهكذا عاش رحمه الله، حتى توفّاه الله تعالى في ذي القعدة من سنة ١٣٩٤ هـ، أسكنه الله تعالى في جوار رحمته ورضاه، واستخرج ابنه تاريخا لوفاته بقوله:"إنه لفي روح وريحان وجنة نعيم".
[حديث عن كتاب إعلاء السنن.]
كان حكيم الأمة مولانا الشيخ أشرف علي التهانوي رحمه الله يرى منذ زمان أن بعض الناس يطيلون ألسنتهم في الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه،