للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم انتقل إلى المدرسة المحمدية في "رنكون" في (بورما)، واشتغل هناك بالتبليغ والوعظ والتذكير زهاء سنتين، ثم رجع إلى "تهانه بهون"، وتابع في تأليف "دلائل القرآن" مع الإفتاء وتفقيه الناس.

ثم رحل إلى "داكا" (١) في شرقي باكستان قبل وجود "باكستان"، وعيّن بجامعتها مدرّسا للحديث والفقه والأصول، ثم عيّن صدر المدرّسين بالمدرسة العالية في "داكا"، وبقي كذلك ثماني سنين، وأسّس هناك (الجامعة القرآنية العربية)، وهي الآن أحسن مدرسة عليا في شرقي باكستان، لتعليم علوم القرآن والحديث والفقه وغيرها.

ثم انتقل إلى "غربي باكستان" حيث هو الآن، في أشرف آباد، تندو الله يار التابعة لـ "حيدر آباد"، السند (٢)، في دار العلوم الإسلامية، صدر المدرّسين بها، يدرّس الحديث الشريف، ويقوم بالإفتاء للسائلين والمستفتين، وينفع بحاله ومقاله وصالح أعماله الطلبة والمستفيدين، مدّ الله في عمره الشريف، وبارك في حسناته وعلومه، وأسبغ عليه ثوب العافية، حتى يتضاعف


(١) "داكا" بفتح الدال، يقال لها "جهانكير نكر" كانت من أحسن مدن "بنكاله" في القديم، تصنع بها الثياب الرفيعة، يسمّونها "جامداني"، ومنها تجلب إلى غيرها من البلاد، وهي على مائة وثمانين ميلا من "كلكتا".
(٢) "السند" بكسر السين المهملة، وسكون النون، آخرها دال مهملة: بلاد بين "الهند"، و"كرمان" و"سجستان"، وهو أول بلاد، وطئها المسلمون، وملكوها، والعرب كانوا يسمّونه إقليم الذهب، وهو إقليم حار، وفيه مواضع معتدلة الهواء، والبحر يمتدّ مع أكثره، وبه أنهار عديدة، وفيه نخيل ونارجيل، وموز، وبعض العقاقير النافعة، وفي بعض المواضع منه الليمون الحامض، والأنبج، في بعضها الأرز الحسن، وفيه البختي، وهو نوع من الإبل، له سنامان، مليح، وأشهر أنهاره "نهر السند"، ويسمّونه "مهران"، وفيه تفيض الأنهار الخمسة المشهورة ببلاد "بنجاب"، و"نهر كابل" فيصب في البحر عند "ديبل".

<<  <  ج: ص:  >  >>