فجملة القول فيه: إن من يجيد ويحسن في القيام بالشؤون التعليمية والإدارية منذ ما فوّض إليه المنصب، فيرجى منه أنه لسيكون خلفا صالحا لكبار مشايخه في المستقبل، فزاد الله تعالى المولوي عبد اللطيف علما وعملا، يوما فيوما، آمين ياربّ العالمين!
وكان عهده عهدا زاهرا واضحا جليا بكلّ اعتبار، فارسخت دعائم مظاهر العلوم، وثبتت وتقوّت بالنسبة إلى المال والتنظيم والتنسيق، وتأثر به كلّ من ورد وزار وشاهد تأثرا غير عادي، ورجع معربا عن انفعالاته وانطباعاته، ومعترفا بما فيها من حسن التنظيم، حيث كان يقول الشيخ المقرئ محمد طيّب، رئيس دار العلوم ديوبند: إن دار العلوم عظيمة بالنسبة لمبانيها، ومظاهر العلوم بالنسبة لنظامها وإدارتها، لكونها تسير برياسة الشيخ عبد اللطيف.
[رحلتان إلى بورما]
قد سافر إلى "رنكون" /"بورما" مرتين ليعرّف المدرسة بأهلها، ويجمع التبرّعات لها، فرحل مرة أولى مع الشيخ خليل أحمد، والشيخ منظور أحمد خان، والشيخ محمد زكريا القدّوسي في شعبان ١٣٢٣ هـ، فعاد مع الشيخ محمد زكريا القدوسي، والشيخ منظور أحمد خان في رمضان المبارك لأجل النهوض بشؤون المدرسة الإدارية، ورجع الشيخ خليل أحمد في شوال.
وارتحل مرة ثانية مع الشيخ أمير أحمد الكاندهلوي، والشيخ المفتي مظفّر حسين الأجراروي عام ١٣٧٣ هـ حيث سافر من "دهلي" إلى "كلكته" في ٢٤ صفر، وأقام بها لمدة أسبوع، ثم سافر إلى "رنكون" على متن طائرة بغرة ربيع الأول ١٣٧٢ هـ، فاستقبلهم علماء "رنكون"، وتجّارها وجهاءها بمطارها، فنشرت الصحف والجرائد في "بورما" نبأ قدومهم بخطّ بارز بأعلى من الصفحات، وذلك في ٩ نوفمبر ١٣٧٢ هـ، وأعلنوا انعقاد احتفالات، وأعربوا عن الفرح والسرور بقدومهم الميمون، حتى أصدرت