قرأ على علماء عصره، ثم صار قاضيا ببعض البلاد، مثل "صوفية" و"فلبه" و"غلطه"، ثم صار متولّيا بأوقاف عمارة السلطان محمد خان بمدينة "قسطنطينية" ثم صار حافظا للدفتر بالديوان العالي في أواخر سلطنة السلطان بايزيد خان وصدرا من سلطنة السلطان سليم خان، ثم استوزره السلطان سليم خان، ولقبه بير باشا، وكان هو وزيرا أعظم عند جلوس سلطاننا الأعظم على سرير السلطنة، ثم عزل عن الوزارة، وتقاعد في موضع قريب من "ديمه توقه"، وختم عمره بعبادة وصلاح وعفّة وديانة، - رحمه الله تعالى -.
وكان عاقلا، مهيبا، صاحب حدس صائب، وذكاء فائق، لايذكر أحدا بسوء.
وكان محبّا للعلماء والصلحاء، وكان مراعيا للفقراء، وكانتْ أيامه تواريخ الأيام، وبالجملة كان حسنة من حسنات الزمان، وبركة بركات الأيام.
توفي - رحمه الله تعالى - في حدود الأربعين وتسعمائة، ودفن عند جامعة الذي بناه في قصبة "سيلوري"، وله جامع آخر، ومدرسة في مدينة "قسطنطينية"، ومدرسة أخرى ودار المسافرين في قصبة "سيلوري" وزاوية للصوفية في مدينة "قسطنطينية". وله أيضا دار المسافرين أخرى بمدينة "قوينة"، وله غير ذلك من الخيرات، - تقبّلها الله تعالى منه، ورحمه رحمة واسعة -.