حُكيَ أنه مَا عجز فِي ذَلِك الْيَوْم عَن جَوَابْ أحْد إلا عَنِ جَوَاب وَاحِد من الطّلبَة، وَكَانَ ذَلِك الطَّالِب مشتهرا بِالْفِسْقِ.
رُوِيَ أنه حِين ألزمه، وَسلم ذَلِك الطَّالِب جَوَابه، بَكَى من شدَّة غيرته، وَرُوِيَ أنه أَتَى وَالِده ذَلِك الْيَوْم بعد الدَّرْس، وَقَالَ: كنت تَقول: إن الْفَاسِق لَا يكون عَالما، وَمَا أتعبني هَذَا الْيَوْم إلا سُؤال فلَان، وإنه فَاسق، قَالَ الْمولى الفناري: لَو لم يكن هُوَ فَاسِقًا لَكَانَ فَضله. فَوق مَا رَأَيْت.
توفّي فِي سنة تسع وَثَلَاتِينَ وَثَمَانمِائَة.
* * *
٥٠٧٨ - الشيخ الفاضل المولى محي الدّين مُحَمّد شاه ابْن الْمولى عَليّ ابْن الْمولى يُوسُف بالي ابْن الْمولى شمس الدّين الفناري، روّح الله تَعَالَى أَرْوَاحهم*
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: ولد رَحِمَه الله تَعَالَى فِي أَيَّام سلطنة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وَكَانَ وَالِده وقتئذ قَاضِيًا بالعسكر الْمَنْصُور، وَعين لَهُ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان يَوْم وِلَادَته كلّ يَوْم ثَلَاثِينَ درهما، وَبعد وَفَاة وَالِده جعل السُّلْطَان بايزيدخان وظيفته كلّ يَوْم خمسين درهما، وَنَشأ فِي حجر الْعِزِّ والجاه، واشتغل مَعَ ذَلِك بِالْعلم الشريف، وفَاق أقرانه.
قَرَأَ أولا على وَالِده، وَبعد وَفَاة وَالِده قَرَأَ على الْمولى خطيب زَاده، ثمَّ قَرَأَ على الْمولى معرف زَاده، ثمَّ أعطَاهُ السُّلْطَان بايزيدخان مدرسة مناستر