وهو مُحِبّ معتقد، غيرُ شانٍ، ولا منتقِد، لطيف الذات والطِّباع، بخلاف مَنْ يأتي من تلك البقاع.
ثم قال: سَلَّمَ عليَّ، وتردّد إليّ، وسمع مني، وأخذ عني.
وذكرت بحضوره قول ابن عبّاس، وتبعه الشعبي، بجواز صلاة الجنازة بغير طهارة، فاستفاده، وتلقّاه بالقبول، ثم أيّده بقول أبي حنيفة رحمه الله تعالى: يجوز التيمّمُ لها مع وجود الماء، وأنها عنده لا تبطل بالقهقهة، وعلّل ذلك بأنها عنده صلاةٌ من وجه، ودعاء من وجه، وبحثتُ معه في غير ذلك أيضًا.
انتهى كلام البدر الغزّي، رحمه الله تعالى.
* * *
٧٠٩ - الشيخ الفاضل المولى أحمد المشتهر بالكامي *.
ولد رحمه الله تعالى ببلدة "أدرنه"، وقرأ على علماء عصره، وحَصَّلَ طرفا من العلوم والمعارف، وتحرّك بحسب العادة، حتى وصل إلى مجلس المولى المعظّم أبي السعود، ثم صار ملازما من المولى القادري، ثم درّس بمدرسة محمود باشا بـ "القرية القريبة" من "أدرنه المعروفة بخاص كوي بعشرين، ثم مدرسة الخواجه حسن بـ "أدرنه" بخمسة وعشرين، ثم مدرسة سنان الكينكجي بثلاثين، ثم مدرسة يلدرم خان بمحروسة "بروسه" بأربعين، ثم مدرسة مصطفى باشا بـ "قسطنطينية" بخمسين، ثم نقل إلى مدرسة السلطان محمد خان بجوار مرقد أبي أيوب الأنصاري، قدّس الله سرّه، ثم إلى إحدى المدارس الثمان، ثم إلى إحدى مدارس السلطان سليمان، ثم قلد قضاء "أدرنه" كلّ