للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بيان ما روى وصح عن أبي حنيفة من إرادتهم إياه على القضاء: وامتناعه من قبوله، وضربهم إياه بالسياط على ذلك]

روى الخطيب (١) بسنده، أن ابن هُبَيرة (٢) كلم أبا حنيفة أن يلي قضاء "الكوفة"، فأبى عليه، فضربه مائة سوط وعشرة أسواط، وهو على الامتناع، فلما رأى ذلك خلى سبيله، وكان ابن هُبَيرة إذ ذاك عامل مروان على "العراق"، في زمان بني أمية.

وروى الخطيب أيضًا (٣)، أنه كان يخرجه كل يوم، أو بين الأيام، فيضرب، ليدخل في القضاء، فيأبى.

ولقد بكى في بعض الأيام، فلما أطلق، قال: كان غم والدتي أشدّ عليَّ من الضرب.

وكان أحمد بن حنبل إذا ذكر له ذلك بكى، وترحم عليه، خصوصًا بعد أن ضرب هو أيضًا.

وروى عن إسماعيل بن حمَّاد بن أبي حنيفة، أنه قال: مررتُ مع أبي بالكناسة (٤)، فبكى، فقلتُ: ما يبكيك يا أبت؟ قال: يا بنى، في هذا الموضع ضَرَبَ ابنُ هُبيرة أبي عشرة أيام، في كل يوم عشرة أسواط، على أن يلي القضاءَ، فلم يفعلْ.

وروى الخطيب (٥) بسنده، عن بشر بن الوليد الكندي، قال: أشخص أبو جعفر المنصور أبا حنيفة من "الكوفة"، فأراده على أن يولّيه القضاءَ،


(١) تاريخ بغداد ١٣: ٣٢٦.
(٢) يعني أبا خالد يزيد بن عمر بن هبيرة.
(٣) تاريخ بغداد ١٣: ٣٢٧.
(٤) الكناسة القمامة، وموضعها، وهي محلة بالكوفة.
(٥) تاريخ بغداد ١٣: ٣٢٧، ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>