للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأبى، فحلف عليه ليفعلن، فحلف أبو حنيفة أن لا يفعل (١)، فحلف المنصور ليفعلن، فحلفَ أبو حنيفة أن لا يفعل، فقال الربيع الحاجب: ألا ترى أمير المؤمنين يحلف.

فقال أبو حنيفة: أمير المؤمنين على كفَّارة أيمانه أقدر مني على كفارة أيماني.

فأبى أن يلي، فأمرَ به إلى الحبس في الوقت.

وروي (٢) أن أبا جعفر المنصور بعد أن حبسَه دعاه يومًا، وقال له: أترغبُ عن ما نحن فيه؟ فقال: أصلح الله أمير المؤمنين، لا أصلح للقضاء.

فقال له: كذبتَ.

ثم عرض عليه الثانيةَ، فقال أبو حنيفة: قد حكم عليَّ أمير المؤمنين أني لا أصلح للقضاء، لأنه نسبني إلى الكذب، فإن كنتُ كاذبًا فلا أصلحُ، وإن كنتُ صادقًا فقد أخبرت أمير المؤمنين أني لا أصلح.

فلم يقبلْ منه، وردَّه إلى الحبس، فأقامَ به إلى أن ماتَ فيه، على الصحيح من الروايات.

وحدّث عباس الدوري (٣)، قال: حدّثونا عن المنصور، أنه لما بنى مدينته، ونزلها، ونزل المهدي في الجانب الشرقي، وبنى مسجد الرصافة، أرسلَ إلى أبي حنيفة، فجيء به، فعرض عليه قضاءَ الرصافة، فأبى، فقالَ: إن لم تفعلْ ضربتُك بالسياط.

قال: أوَ تفعل؟! قال: نعم.


(١) سقط من بعض النسخ.
(٢) تاريخ بغداد ١٣: ٣٢٨.
(٣) في الأصول "الدورقي"، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>