للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٦١ - سرية مؤتة]

ثم سرية "مؤتة"، وهي بأدنى "البلقاء"، و"البلقاء" دون "دمشق" في جمادى الأولى سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي أحد بني لهب إلى ملك "بصرى" بكتاب، فلمَّا نزل "مؤتة" عرض له شرحبيل بن عمرو الغسَّاني، فقتله، ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول غيره، فاشتدَّ ذلك عليه، وندب الناس، فأسرعوا، وعسكروا بـ "الجرف"، وهم ثلاثة آلاف، فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم أمير الناس زيد بن حارثة، فإن قتل، فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، فإن قتل فليرتض المسلمون بينهم رجلا، فيجعلوه عليهم، وعقد لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لواء أبيضَ، ودفعَه إلى زيد بن حارثة، وأوصاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا عليهم بالله، وقاتلوهم، وخرج مشيعا لهم، حتى بلغ "ثنية الوداع"، فوقف، وودعهم، فلمَّا ساروا من معسكرهم نادى المسلمون، دفع الله عنكم، وردكم صالحين غانمين.

[٦٢ - سرية الخبط]

أميرها أبو عبيدة بن الجرَّاح، ثم سرية الخبط، أميرها أبو عبيدة بن الجرَّاح، وكانتْ في رجب سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجرَّاح في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، وفيهم عمر بن الخطَّاب إلى حي من جُهَينة بـ"القبلية" مما يلي ساحل البحر، وبينها وبين "المدينة" خمس ليال، فأصابهم في الطريق جوع شديد، فأكلوا الخبط، وابتاع قيس بن سعد جزرا ونحرها لهم، وألقى لهم البحر حوتا عظيما، فأكلوا منه، وانصرفوا، ولم يلقوا كيدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>