وإننا نحن جميع أعضاء مجلس الشورى نشهد بأنه منذ أن تولى الشيخ محمد طيّب منصب رياسة الجامعة قد تبدّى من كلّ سلوك له الصدق وإخلاص النية، والحبّ والبغض في الله، وأداء الحقوق والشعور الكامل بالمسؤولية، وقوة العزم، والثبات والاستقلال، ولله الحمد حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه، ونرجو الله العليّ القدير كلّ الرجاء، أنه سيجعل محاسن الرئيس، التي ظهرت في هذه المدّة القصيرة تتضاعف بدرجات كثيرة في مستقبل الأيام، وما ذلك على الله بعزيز، إن هذه الكلمات التي نسجّلها هي صادرة عن أعماق القلب بشكل عفوي، ولا دخل فيها للتكلّف، وليست تلك ثناءً يساوي مستوى خدمات رئيس الجامعة.
شغل - كما أسلفت منصب رياسة الجمامعة نحو ستين عاما:
مدّة طويلة قلما يتاح لأحد أن يتحمّل مثل هذه المسؤولية الجليلة عبر هذه المدّة المديدة، حتى صار اسمه "رئيس الجامعة"، فكلّما أطلق أحد كلمة رئيس الجامعة دونما تقييد في أيّ ناحية من نواحي "الهند"، تطرّق الذهن بصورة عفوية إلى رئيس جامعة دار العلوم الإسلامية في مدينة "ديوبند": سماحة الشيخ محمد طيّب رحمه الله تعالى.
[كانت فترة رياسته طويلة وسعيدة للجامعة]
وقد شهدت الجامعة على عهده تقدّما كبيرا جديرا بكلّ نوع من الإشادة والتقدير، بالإضافة إلى أنّ صيتها طبق الآفاق بشكل غير مسبوق، وتخرّج في عهده أكبر عدد من دفعات العلماء والدعاة والمفتين والمفكّرين من هذه الجامعة، وفي عهده تم إنشاء معظم المباني الجامعة، التي تجمع بين الهندسة الإسلامية الهندية التقليدية وبين الفنّ المعماري العربي في وقت واحد بالإضافة إلى أنها تفيض روعة ومهابة وفخامة، ففي عهده تم إجراء توسعة في مسجد دار العلوم وبناء دور علوي له، وأول قرار اتخذه