من المعلوم أن من خصائص هذه الأمة الإسناد، فلولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، فميّز الله جلّ وعلا هذه الأمة بأنها كلما تروي أمرا من الأمور الدينية ترويها بواسطة معتمدة، وتذكر هذه الوسائط التي بين الراوي من روى عنه إلى القائل الأول لتلك الرواية، وهذه ميزة للأمة المحمدية، لا توجد في أية أمة من الأمم بهذه الصفة وبهذه الكيفية، وقد وقف العلماء أعمارهم لذلك، وبذلوا مهجهم في هذا السبيل، وبذلك قد حفظوا للمسلمين الثروة الكبيرة ثروة الحديث الشريف، وقد بشّر النبى صلى الله عليه وسلم بفضل هؤلاء العلماء بقوله:"يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"، وقد صدق رسولنا الكريم عليه صلوات الله وسلامه، فخلق الله لذلك نفوسا قدسية، أفنوا أعمارهم في ذلك، وسافروا لمعرفة حديث واحد من الشرق إلى الغرب، وهؤلاء علماء الحديث يضرب الناس أكباد الإبل إليهم، ليظفروا عندهم بسند عال للحديث، ونظرا لأهمية ذلك كان العلماء يستجيزون أساتذتهم في رواية الحديث.
وفيما يلى نذكر أسانيد شيخنا رحمه الله تعالي، وقد استجاز من البعض من هؤلاء أثناء تعلمه منهم، كما استجاز من الآخرين في بعض رحلاته عند الاجتماع بهم، فمنهم:
١ - الشيخ محمد أنور شاه الكشميري عن شيخه محمود الحسن الديوبندي، الملقّب بشيخ الهند، ولإسناد شيخ الهند طرق آتية: