للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي في "زاد المتقين" أربع رؤى، رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، رأى رؤيا في ٢١ من ذي الحجّة سنة ٩٩٨ هـ في "مكة المكرمة" يستذكرها، قائلا: رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم جالسا على سرير، يدرّس الحديث الشريف، وتتلألأ أنوارُ الجمال والجلال في وجهه الشريف، ومتحلّيا بأحسن صورة، لا يتصوّر فوقها.

كما رأى في الليلة نفسها أن الحسين بن علي رضى الله عنهما يجهّز جيشا لقتال أعداء الله، كانت حياة الشيخ عبد الحق كلّها عبارة عن تعبير هذه الرؤيا، فقد قضاها كلّها إلى نفسه الأخير في نشر الحديث الشريف، وتعليمه، ومحاربة البدع، والمحدثات.

[العودة من الحجاز]

بعد قطع أودية العلم والعمل بأسرها أمر الشيخ عبد الوهّاب المتقي تلميذه الشيخ عبد الحق بالعودة إلى "الهند"، وقال: ينبغي أن ترجع إلى وطنك، فإن أمّك وأهلك وأولادك يقلقون عليك، وينتظرون مقدمك، كان الشيخ المحدث قد ملّ العيش في "الهند"، وتبرّم به، فلم يرض بالرجوع إليها، فقال لشيخه: للفقير نية قوية في الإقامة بهذه البقعة الشريفة المباركة، ثم ينوى زيارة "بغداد"، وزيارة ضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني، وجرى بينهما الحوار.

الشيخ المحدّث في الهند:

رجع الشيخ المحدث عبد الحق الدهلوي إلى "الهند" سنة ١٠٠٠ هـ، يقول في رسالة له: ولعل المملوك قد تشرّف بكم في ذلك المقام، بل قد يظنّ أنه جاء معكم في المراكب الهندية سنة ألف، هذا هو العهد الذي اتّخذت فيه أفكار الملك أكبر المنحرفة صورة الدين الإلهي، وكانت بيئة البلاد الدينية كلّها قد فسدت، وعمّ الإعراض عن الشريعة، والسنّة،

<<  <  ج: ص:  >  >>