للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي التعليق على "سير أعلام النبلاء"، وله عِدّة مصنّفاتٍ نفيسة، وأشهرُها كتاب "المختصر" في فروع الحنفية. وهو من الكنب المعتمدة في فقه أبي حنيفة، واشتهرَ باسم الكتاب، فإذا أطلق لفظ الكتاب عند الحنفية ينصرف إليه، كما إذا أطلق لفظ الكتاب عند النحاة ينصرف إلى "كتاب سيبويه".

قال الإمام المرْغيناني صاحب "الهداية" في "بداية المبتدي": كان يخطر ببالي عند ابتداء حالي أن يكونَ كتابٌ في الفقه، فيه من كلّ نوع، صغير الحجم، كبير الرسم، وحيث وقع الاتفاق بتطواف الطرق، وجدتُ "المختصرَ" المنسوبَ إلى القدوري أجملَ كتابٍ في أحسن إيجاز وإعجاب، ورأيتُ كبراءَ الدهر يُرَغِّبون الصغيرَ والكبيرَ في حفظ "الجامع الصغير"، فهَمَمْتُ أن أجمعَ بينهما، ولا أتجاوز فيه عنهما، إلا ما دعتِ الضرورةُ إليه، سمّيتُه "بداية المبتدي"، ولو وفَّقتُ لشرحه لسمّيتُ بـ "كفاية المنتهى". انتهى (١).

وقد طبع عِدّةَ طبعاتٍ في "دهلي"، و"لاهور"، و"بومبائي"، و"إستانبول"، و"القاهرة"، وأفرد من هذا "المختصر" بالطبع كتاب الجهاد في ليبزغ ١٨٢٥ م.

[تبرك العلماء بـ "القدوري"]

قال الملا كاتب الجلبي في كتابه "كشف الظنون": قال صاحب "مصباح أنوار الأدعية": إن الحنفيةَ يتبرّكون بقراءته أي "مختصر القدوري" في أيام الوباء، وهو كتاب مبارَك، مَنْ حفظه يكون أمينا من الفقر، حتى قيلَ: إن مَنْ قرأه على أستاذ صالح، ودعا له عند ختم الكتاب بالبركة، فإنه يكون


(١) انظر: السعاية ص ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>