يرضى بالتقدّم للصلاة بالناس، ثم أخذ يؤمّ الناس في وطنه، ويأبى أن يقوم فيهم خطيبا، وأول من حمله على إلقاء الكلمة الشيخ مظفّر حسين الكاندهلوي، وشهد خطبته، واستمع إليها، واستبشر كثيرا.
والشيخ مظفر حسين ذا ممن يمثل السلف الصالح في أيامنا الأخيرة هذه، وقد بلغ من تقوى الله تعالى وورعه مكانا، لا يدخل معدته طعام يريبه إلا قاءه، وما رأيت ألزم للسنّة منه، ولا سمعت، وهو أول من قام بتزويج النساء الأيامى في هذه المناطق، كما قام به حضرة والدي خير قيام، وتبعهما حضرة الشيخ، فوسع من نطاقه، وسيكتب هذا العمل الجليل في حسناتهم إلى يوم القيامة، وهذا جانب من جوانب أعماله البناءة الدينية، التي قام بها، ونشرها، خدمة للمجتمع الإسلامي.
وكنت أسعد بلقاء الشيخ مظفّر حسين عندما يقدم "دهلي"، وينزل على والدي، ويقيم في بيتي، والوالد يبادله الحبّ، فلا يتوجّه إلى الوطن، إلا عرج على "كاندهله"، وما قفل منه إلى "دهلي"، إلا نزل عليه، وأقام عنده، ثم يمضي في سبيله إلى "دهلي"، وكذا يقف موقفا مماثلا من الشيخ إمداد الله، يجتمع به خلال زياراته لـ "تهانه بهون"، وقد يقيم هناك، فما أعجب ذلك الاجتماج الذي كان ينعقد في مسجد "بير محمد"، وما أكثر خيره وبركته، ولم يكن يهمّهم إلا ذكر الله، وقال الله، وقال الرسول، وينتهي بهم المجلس -في الهجيع الأخير- بالجهر بذكر الله مما يوقظ الوسنان والغافل، ويوفقه لذكر الله، فهذه اللقاءات والزيارات يرجع فضلها فيما يبدو إلى هؤلاء الأعلام، وإلا فما قدر الله كان.
تبتّله:
ولم يكن حضرة الشيخ يرضى بالزواج، بينما أقلق والده أسد علي ما رآه فيه من إبائه عن تولي الوظائف، وصبابته بطريقة الإحسان والتزكية، كما