فقال: لو رأى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم هذا لسرّه، فرفع يديه جدا، وأشارَ بيده إلى السماء، وكان سعيد بن المسيّب صهر أبي هريرة، زوجه أبو هريرة ابنته، وكنا إذا رآه قال: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة، ولهذا أكثر عنه من الرواية.
[أهل الفتوى بالمدينة]
وكان المفتون بـ "المدينة" من التابعين ابن المسيّب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وخارجة بن زيد، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن حارث بن هشام، وسليمان بن يَسَار، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وهؤلاء هم الفقهاء، وقد نظمهم القائل، فقال:
إذا قيل من في العلم سبعة أبحر … روايتهم ليستْ عن العلم خارجه
فقل هم عبيد الله عروة قاسم … سعيد أبو بكر سليمان خارجه.
وكان من أهل الفتوى أبان بن عثمان، وسالم، ونافع، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعلي بن الحسين، وبعد هؤلاء أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وابناه محمد، وعبد الله، وعبد الله بن عمر بن عثمان، وابنه محمد، وعبد الله، والحسين ابنا محمد ابن الحنفية، وجعفر بن محمد بن علي، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، ومحمد بن المنكدر، ومحمد بن شهاب الزهري، وجع محمد بن نوح فتاويه في ثلاثة أسفار ضخمة على أبواب الفقه، وخلق سوى هولاء.
[أهل الفتوى بمكة]
شرفها الله، وكان المفتون بـ "مكة" عطاء بن أبي رَبَاح، وطاوس بن كَيْسَان، ومجاهد بن جبر، وعُبَيد بن عمير، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن أبي مليكة، وعبد الرحمن بن سابط، وعكرمة، ثم بعدهم أبو الزبير المكّي، وعبد الله بن خالد بن أسيد، وعبد الله بن طاوس، ثم بعدهم عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج، وسفيان بن عُيَينة، وكان أكثر فتواهم في المناسك، وكان